توفي الفنان المصري الكبير أحمد عدوية، أحد أبرز رموز الغناء الشعبي في مصر والعالم العربي، صباح اليوم عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. أعلن الخبر ابنه الفنان محمد عدوية عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، حيث نشر صورة تجمعهما وكتب: "الله يرحمك يا بابا.. رحم الله طيب القلب.. حنون القلب.. جابر الخواطر".
أيقونة الغناء الشعبي
يُعد أحمد عدوية أحد أعمدة الأغنية الشعبية المصرية، حيث أسهم بأغانيه في تشكيل هوية هذا اللون الغنائي بفضل صوته المميز وأسلوبه الفريد الذي استحوذ على قلوب الجماهير لعقود طويلة. لم يقتصر تأثيره على الغناء فقط، بل كان له حضور مميز في السينما المصرية، حيث شارك في العديد من الأفلام التي تضمنت أغانيه الشهيرة.
وفاة الفنان الشعبي أحمد عدوية
مشاهدة لحظة وفاة احمد عدوية
مسيرة فنية طويلة وحافلة
وُلد أحمد عدوية في 26 يونيو/حزيران 1946 في محافظة المنيا بصعيد مصر، داخل أسرة بسيطة تتكون من 14 أخًا وأختًا، وكان ترتيبه قبل الأخير. نشأ في بيئة متواضعة حيث عمل والده تاجر مواشٍ، لكن حلم الفن كان يراوده منذ صغره. بدأ مشواره الفني بالغناء في الأفراح والمقاهي، وخاصة في شارع محمد علي بالقاهرة، المعروف بأنه معقل الموسيقى الشعبية.
كانت نقطة التحول في مسيرته عام 1972، عندما بدأت شهرته بالانتشار، لا سيما بعد أدائه في حفل زواج الفنانة شريفة فاضل، حيث لفت الأنظار إلى موهبته. لاحقًا، وقع عقدًا مع شركة "صوت الحب"، التي أنتجت له أولى إسطواناته، ومنها انطلق إلى النجومية بأغاني مثل "زحمة يا دنيا زحمة" و*"بنت السلطان"*.
دعم كبار الفنانين
نال عدوية تقدير واحترام عمالقة الموسيقى في عصره، مثل محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، اللذين أثنيا على صوته وأسلوبه الفريد. اعتُبر أحمد عدوية الأب الروحي للأغنية الشعبية المصرية، حيث مهد الطريق لجيل جديد من الفنانين مثل حكيم وغيرهم ممن تأثروا بفنه.
تجربته في السينما
رغم أن أحمد عدوية اشتهر في المقام الأول كمطرب شعبي، إلا أنه خاض تجربة التمثيل، حيث شارك في أكثر من 27 فيلمًا سينمائيًا. تضمنت أدواره تقديم أغانيه الشهيرة وبعض المشاهد الكوميدية، لكن نجاحه السينمائي لم يكن بقدر نجاحه الغنائي. من أبرز أفلامه "أنا المجنون" و*"البنات عايزة إيه"*.
فترة الغياب والعودة
تعرض أحمد عدوية لوعكة صحية في أواخر الثمانينيات أثرت بشكل كبير على مسيرته الفنية، مما أدى إلى غيابه عن الساحة الفنية خلال التسعينيات. لكنه عاد بقوة في بداية الألفية الجديدة من خلال لقاءات تلفزيونية وحفلات غنائية، حيث أعاد تقديم أعماله التي أحبها الجمهور. كانت عودته البارزة عام 2010 مع أغنية "الناس الرايقة" بمشاركة الفنان رامي عياش، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا وأعادت تسليط الضوء على موهبته.
كما تعاون عدوية مع ابنه محمد عدوية في عدة أغنيات، من أبرزها أغنية "على وضعنا"، التي جمعتهما بالفنان محمد رمضان وكانت آخر أعماله الفنية.
صراع مع المرض
عانى الفنان الراحل خلال السنوات الأخيرة من تدهور حالته الصحية، مما استدعى خضوعه لرعاية طبية مكثفة. وفقًا لما صرح به مدير أعمال نجله، الفنان محمد عدوية، فقد فارق أحمد عدوية الحياة صباح اليوم بعد صراع طويل مع المرض، داعيًا محبيه للدعاء له بالرحمة والمغفرة.
آخر ظهور جماهيري
كان آخر ظهور جماهيري لأحمد عدوية في يوليو/تموز الماضي، حيث أحيا حفلًا غنائيًا برفقة ابنه محمد عدوية في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية. شهد الحفل حضورًا جماهيريًا كبيرًا، مما يعكس المكانة التي ظل يحظى بها في قلوب جمهوره حتى أيامه الأخيرة.
إرث فني خالد
برحيل أحمد عدوية، فقدت الساحة الفنية رمزًا من رموزها الذين أثروا الأغنية الشعبية بأعمال خالدة. نعاه جمهوره ومحبو فنه في مصر والوطن العربي، مؤكدين أن إرثه سيظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال. ستبقى أغانيه مثل "زحمة يا دنيا زحمة" و*"بنت السلطان"* جزءًا لا يتجزأ من التراث الموسيقي المصري.
الخاتمة